حب الحنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حب الحنان

العلم والمعرفة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خنزير عطس في المكسيك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ABU WADE3.IT
Admin
Admin
ABU WADE3.IT


عدد المساهمات : 392
نقاط : 908
تاريخ التسجيل : 07/05/2009
العمر : 36
المزاج : عــــــاشــــــق

خنزير عطس في المكسيك Empty
مُساهمةموضوع: خنزير عطس في المكسيك   خنزير عطس في المكسيك Icon_minitimeالخميس مايو 14, 2009 7:06 pm

'هل يمكن لرفيف أجنحة فراشة في نيويورك أن يثير زوبعة في طوكيو؟'، هكذا يسأل الإيطالي أنطونيو تابوكي في عنوان إحدى أبدع قصصه، الإمكانية لم تعد افتراضاً، بل ثبتت بالدليل العملي، فما ان عطس خنزير في المكسيك حتى اهتزت مصر، التي لم تعد تهتز طرباً، بل قلقاً وخوفاً مما لا يخيف، منذ تركت الخوف مما يخيف!

انفلوانزا الخنازير ليست مزحة، لكن الإجراء المصري كان مبالغاً فيه، فأول العلاج الذبح، على الرغم من أن بلد المنشأ للوباء لم تذبح الخنازير. الأقباط رأوا في هذا الحماس العجيب للذبح داخل الحكومة والبرلمان مظهراً من مظاهر الطائفية. وهذا الإحساس ليس بعيداً عن الصواب، لكنه يعكس أيضاً عدم ثقة الإدارة في قدرتها على السيطرة أو متابعة المرض، وخصوصاً أن مصدره الوحيد ليس الخنازير، بل البشر، من السياح والمصريين العائدين، ومن غير المعقول أن يتم إعدام الداخلين إلى مصر، لكي يعيش سكانها آمنين!

معركة لا تعنيهم!

على الرغم من الهلع الإداري أو التحامل، الذي قاد إلى مذبحة الخنازير، لا توجد مظاهر حذر في المجتمع المصري. لم يقل تدخين الشيشة ولم يقطع الناس أرجلهم عن المجمعات التجارية الضخمة أو المطاعم، يتابع الناس معركة الخنازير بانفصال تام، يقرأون أرقام الضحايا من الحلاليف ويتابعون حياتهم باطمئنان، كما لو كانت الحرب الدائرة على أرضهم بين جيشين من الغزاة، لا تستحق المشاركة، بل مجرد صيحات الاستحسان أو الاستهجان العابرة التي تفرضها طبيعة الحكم القائم، لا الغازي الجديد.

رحب المصريون بالغزو العربي بسبب ظلم الرومان، وهتفوا تقدم يا رومل كراهية في الاحتلال الإنكليزي. المعركة الحالية يستلطفها بعض المتدينين شماتة في الخنازير، ويستبشعها بعض الأقباط بسبب عنصرية الذبح، لكن هذا كله بعيد عن الإحساس بالخطر!

تركيز مانشيتات الصحف وبرامج التليفزيون على الوباء، لم ينجح في تحريك خوف المصريين، على حياة لم يعودوا يشعرون بأنها تلك اللقية التي ينبغي أن يحافظوا عليها.

عوالم في تصادم!

في المطار الأمر مختلف؛ فهو بوابة مصر إلى العالم، وبوابة العالم إلى مصر، فيه يلتقي الجمعان، الحذر مع القدرية. كمامات المسافرين الحذرين أثمرت نظيراتها على أفواه وأنوف بعض بائعات السوق الحرة، وبعض الموظفين.

البشر في الكمامات يبدون كائنات من كواكب أخرى تستطلع إمكانية الحياة على الأرض، قبل أن تقرر الإقامة الدائمة أو الفرار. البقعة البيضاء على الوجه توحد السياح الأجانب مع المصريين، للوهلة الأولى يغزوك هذا الوهم بأن أمة الكمامات أمة واحدة، لا فضل فيها لأشقر على سمراء، ومع الاقتراب ينكشف الفرق؛ فالكمامة الوافدة صلفة، متوجسة في ثباتها، تعتبر النفس القادم من الآخر سماً قاتلاً. الآخر مريض ولا وقت لإثبات العكس. الكمامة المصرية متواضعة، خجولة، فلا تسأل بائعة عن سعر سلعة، أو تستعلم من موظف عن رحلة، حتى يبادر بخلع كمامته لكي يجيبك، وكأنه يريد أن يقول لك: أثق بك، ولا أتهمك بالخنزرة!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.lovehanan.yoo7.com
 
خنزير عطس في المكسيك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حب الحنان :: القسم العام :: منتدى الاخبار-
انتقل الى: